أما بعد : فقد برزت جهود علماء ليبيا في تفسير القرآن وعلومه منذ زمن بعيد ، وقد ذاع صيتهم في الداخل والخارج ، ويأتي في مقدمة هذه الجهود تفسير رياض الأزهار و كنز الأسرار لمحمد بن علي الخروبي ت963هـ ، والذي أقيمت حوله العديد من الدراسات محليًا وإقليميًا ، وتفسير إرشاد الحيران إلى توجيهات القرآن لأحمد عبد السلام بومزيريق (ت1431هـ ) تقريبًا الذي كان أحد محاور المؤتمر الدولي الأول حول المفسرين المغاربيين المعاصرين الذي أُقِيمَ في المغربِ، 

وقد أُقِيمَت حولَه هو الآخر العديد من الدراسات ، وقد أَوْلَت الدولةُ الليبية القرآنَ الكريمَ وعلومَه بالغَ الاهتمامِ فسنّت لِذلك اللوائحَ والقوانينَ وأنشأتِ المؤسساتِ التعليمية العالية والمتوسطة ، وفتحَت الزوايا ، ومراكزَ التحفيظِ قديمًا وحديثًا، وقد اعْتَنَتْ بطباعةِ المصحفِ الشريفِ أكثر من طبعة ، وبأكثر من رواية ، كما اهْتَمّت بطباعة تفسيرٍ لغويٍ موجزٍ في أربعةِ مجلداتٍ ؛ صدرَ عن جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، ألفه خمسةٌ علماء ليبيين ، وغيرها من الإسهامات والجهود ، ويأتي هذا المؤتمرُ لإبراز هذه الجهود وإقامة دراسات علمية حولها .