مؤتمر واقع المصالحة الوطنية في ليبيا(المعوقات و الحلول)

أما بعد : جاء الإسلام لإصلاح ذات البين، وحثً على قطع الخصومات ورفع النزاعات، قال تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال)).

واعتبر الإسلام الإصلاح بين المتخاصمين مهمة عظيمة، وواجبًا دينيًا يقوم به كل من كمل إيمانه، وأن أعظم ما يتناجى به الناس إصلاح ذات البين، قال تعالى: ” لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس”، وينبغي للمصلح التسلح بالعلم والحكمة وبذل الوسع في تقارب وجهات النظر باقتراح أنفع الحلول وأحسنها، مستفيدًا من تجارب الآخرين حتى تتحقق المصالحة الوطنية المنشودة.

والمصالحة الوطنية -عندما تصدق النوايا لإتمامها -سبيل لحل النزاعات وتحقيق السلام الدائم، وهي إحدى متطلبات الانتقال الديمقراطي السليم، وبها تتحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية وهي -إجمالًا- ركيزة بناء الدولة، وبها يتحقق الوصول إلى مجتمع جديد قائم على الوفاق والوئام، والكل فيه متساوون في الحقوق والواجبات، ولأننا في هذه المرحلة في أمسِ الحاجة لأن نتسامح ونتصالح، فعلى كل أبناء الوطن – ولاسيما النخب الأكاديمية – تقديم رؤية شاملة تتحقق بها مصالحة تاريخية .